أخبار ريال مدريد

اللاعب المعار ومدى تأثيره على حب الجماهير



ربما تكون إعارة خوسيلو الذي خطف قلوب جماهير نادي ريال مدريد هي حديث الساعة في الوقت الحالي، خاصة أن هدفه في شباك بايرن ميونخ وطد العلاقة بينه وبين مشجعي الملكي لأقصى درجة.

ولكن دعونا نتحدث عن اللاعب المعار ومدى تأثيره على حب الجماهير في السطور الآتية

تلجأ بعض الأندية إلى سد الثغرات في صفوف فرقها الأولى لكرة القدم من
خلال استعارة عدد من لاعبي أندية أخرى، وهو الأمر الذي يساعد تلك الأندية
الطالبة للإعارة على التعامل مع الميزانيات المتاحة، وفي المقابل يخدم
الأندية التي توافق على إعارة لاعبيها، في منحهم فرصة المشاركة في
المباريات، مع صعوبة حصولهم على فرصة لذلك مع أنديتهم الأصلية، ورغم
إيجابيات الإعارة العديدة، إلا أنها لا تساعد على بناء فريق، لعدم
توفيرها الاستقرار الفني المطلوب.

“الإعارة تشوه كرة القدم، فهي لا تمنح الفرق ميزة غير عادلة فحسب، بل
تفرز منافسة غير صحية بين الفرق وتجعل اللاعبين مرتزقة، حيث ينتقل اللاعب
إلى الفريق الذي يدفع له أكثر. في الماضي، كانت إعارة اللاعبين تشبه
استعارة الكتب من المكتبات، حيث كان اللاعب يلعب مع ثلاثة أندية في
الأسبوع الواحد بسبب نقص اللاعبين. وقبل أي مباراة مهمة، يستعير النادي
اللاعبين المميزين. ومع ذلك، في العقدين الأخيرين، تغيرت مفاهيم إعارة
اللاعبين في كرة القدم وأصبحت ظاهرة عالمية تهدف إلى تطوير اللاعبين
الشباب ومنحهم الفرصة للعب مع أندية أخرى واكتساب الخبرة. فإعارة
اللاعبين تعتبر فرصة ذهبية للاعبين الشباب لإثبات أنفسهم وتحسين مستواهم
الفني. وعندما يعود اللاعب من تجربة إعارة ناجحة، يصبح لاعبًا مهمًا في
فريقه الأصلي. على سبيل المثال، ساهم سيرج غنابري في تحقيق لقب دوري
أبطال أوروبا لبايرن ميونيخ بعد تجربة إعارة ناجحة مع فريق هوفنهايم.
وكذلك، انتقل محمد البريك بنظام الإعارة إلى نادي الرائد وعاد إلى الهلال
بمستوى فني مرتفع. لذا، يجب على اللاعبين الشباب أن يستغلوا فرصة الإعارة
لإثبات أنفسهم وتطوير مستواهم الفني.”

في زمن الهواية، كان اللاعبون يظهرون ولاءً لا حدود لأنديتهم، ولكن
المشهد تغير تمامًا في زمن الاحتراف. أصبح ولاء اللاعب للمادة، حيث ينتقل
من نادٍ إلى آخر بحثًا عن المال والثراء. لم يعد الانتماء مرتبطًا إلا
بمن يدفع أكثر! وعلى الرغم من ذلك، لم يتغير حال المشجع. فأموال الدنيا
لا تؤثر في عقيدته وانتمائه وحبه وتعصبه لناديه! أتساءل هل يدرك بعض
اللاعبين هذه التغييرات؟ هل يعرفون مدى حب الجماهير وارتباطها الأبدي
بناديها؟ هل يدركون حجم الحزن الذي يصيبها عند الخسارة؟ هل يعلمون أنها
هي من تصنع النجوم وتمنحهم الشهرة والثروة؟ في الواقع، أصبحت هناك شكوك!
لو كانوا يعرفون، لما وضع أحدهم أصابعه في أذنه لكيلا يسمع صيحات الغضب،
ولما وضع آخر إصبعه أمام شفتيه ليسكتها! لو كانوا يعرفون، لما اشتبكوا مع
المشجعين بالألفاظ أثناء تعبيرهم عن غضبهم!

الجماهير في كل مكان تحركها المشاعر، فرُبَّ فرصة سهلة يضيعها اللاعب
الذي كان نجماً، في آخر ثانية، تتسبب في ضياع لقب!
كرة القدم انتقلت من الاحتراف الهادئ إلى الاحتراف العنيف، وعولمة واسعة
للعبة، حيث يعيش الجمهور على العاطفة، فإن صناع اللعبة وتجارها وصائدوها
يحولونها إلى أرقام وحسابات توظف العواطف والانفعالات، وتترجمها إلى
ملايين ومليارات.

هناك العديد والعديد من اللاعبين الذين يحظون بحب الجماهير ويعشقهم
الجمهور لانتمائهم قبل مهارتهم المميزة في المقام الأول، لن يكون عمر
جابر هو آخر هؤلاء اللاعبين، ستظل كرة القدم تنجب العديد والعديد من
النجوم أصحاب الشعبية والوفاء الذين تعشقهم الجماهير، وتخلص لهم وتلقبهم
بألقاب عديدة، ولكن يظل لقب «ابن النادي» حقا مكتسبا لقلة من هؤلاء
اللاعبين النادرين.




رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم مانع الإعلانات!

قم بتعطيل مانع الإعلانات ومن ثم حدث الصفحة، حتي يعمل الموقع بشكل جيد.