في خطوة تعكس الأهمية القصوى للمواجهة المرتقبة، تقدمت إدارة نادي النصر بطلب رسمي إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم لاستقدام طاقم تحكيم أجنبي لإدارة مباراتهم المصيرية ضد الغريم التقليدي نادي الاتحاد. من المقرر أن يحتضن ملعب “الأول بارك” في الرياض فعاليات هذا اللقاء الحاسم الذي سيجمع بين الفريقين يوم 7 مايو المقبل، وذلك ضمن منافسات الجولة الثلاثين من دوري روشن السعودي للمحترفين.
يأتي هذا التحرك من جانب إدارة “العالمي” في ظل التنافس الشرس والمحتدم على صدارة جدول ترتيب الدوري، حيث يسعى كلا الفريقين لتحقيق الانتصار وحصد النقاط الثلاث كاملة من أجل تعزيز حظوظهما في التتويج باللقب الغالي. وتولي إدارة النصر أهمية بالغة لضمان سير المباراة بأعلى معايير العدالة والنزاهة التحكيمية، خاصة في ظل حساسية المواجهات المباشرة بين قطبي الكرة السعودية وما يصاحبها من جماهيرية وإثارة كبيرة.
وتأتي هذه الخطوة استنادًا إلى اللوائح والإجراءات التي وضعها الاتحاد السعودي لكرة القدم والمنظمة لعملية استقطاب الحكام الأجانب للمباريات المحلية. ففي بيان رسمي صدر بتاريخ 28 يوليو من العام الماضي عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، أوضح الاتحاد آلية تقديم الأندية لطلباتها الخاصة بالحكام الدوليين. وبحسب البيان، يتعين على الأندية الراغبة في الاستعانة بحكام من خارج المملكة تقديم طلب رسمي قبل مدة لا تقل عن أربعة عشر يومًا من تاريخ المباراة المحددة.
كما فصل البيان التكاليف المالية المترتبة على استقدام الأطقم التحكيمية الأجنبية، حيث تبلغ رسوم استقدام طاقم تحكيم مكون من أربعة حكام (حكم ساحة، مساعد أول، مساعد ثان، وحكم رابع) مبلغًا قدره 175 ألف ريال سعودي. وفي حال رغبة النادي في استقدام طاقم تحكيم خماسي، يشمل بالإضافة إلى الأربعة المذكورين حكم فيديو مساعد (VAR)، فإن التكلفة الإجمالية تصل إلى 219 ألف ريال سعودي.
إضافة إلى ذلك، وضّح الاتحاد السعودي لكرة القدم آلية التعامل مع الحالات التي يتقدم فيها ناديان بطلب لاستقدام حكام أجانب لنفس المباراة. ففي مثل هذه السيناريوهات، يتم منح الأولوية للطلب الأول الذي يتم تقديمه بشكل رسمي ومستوفٍ للشروط، بينما يتم إعادة الرسوم المالية المدفوعة للنادي الآخر الذي تقدم بطلب لاحق.
ويعكس طلب نادي النصر لحكام أجانب مدى الأهمية التي يوليها الجهاز الفني والإداري لهذه المباراة تحديدًا، والتي تعتبر بمثابة “ست نقاط” في سباق المنافسة على لقب دوري روشن. فالفوز في مثل هذه المواجهات لا يمنح الفريق ثلاث نقاط ثمينة فحسب، بل يحمل أيضًا دفعة معنوية هائلة للاعبين والجماهير، بالإضافة إلى التأثير النفسي على المنافسين.
من جهة أخرى، يترقب عشاق كرة القدم السعودية هذه القمة الكروية بشغف كبير، لما تحمله من تاريخ طويل من المنافسات القوية والإثارة التي لا تنتهي بين النصر والاتحاد. وتعتبر مباريات الفريقين من أبرز وأقوى المواجهات في الكرة السعودية، وتشهد دائمًا حضورًا جماهيريًا غفيرًا وتغطية إعلامية واسعة.
ويتطلع جمهور النصر إلى أن يسهم وجود طاقم تحكيم أجنبي يتمتع بالخبرة والكفاءة العالية في إدارة المباراة بشكل مثالي، وتجنب أي أخطاء تحكيمية قد تؤثر على نتيجة اللقاء ومسار المنافسة على اللقب. كما يأملون في أن يقدم فريقهم أداءً قويًا ومميزًا يمكنهم من تحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث التي ستعزز من آمالهم في التتويج ببطولة الدوري.
في المقابل، يستعد نادي الاتحاد لهذه المواجهة بكل قوة وتركيز، ساعيًا هو الآخر لتحقيق الفوز وتأكيد تفوقه في المنافسة على اللقب. ويعلم الاتحاديون جيدًا أهمية هذه المباراة في مشوارهم نحو تحقيق اللقب، ويسعون لتقديم أفضل ما لديهم من أجل إسعاد جماهيرهم وتحقيق الانتصار على المنافس التقليدي.
ومن المتوقع أن تشهد المباراة تنافسًا تكتيكيًا عاليًا بين المدربين، بالإضافة إلى ندية وإثارة داخل أرضية الملعب بين اللاعبين. فكلا الفريقين يمتلكان نخبة من أبرز اللاعبين المحليين والأجانب القادرين على صناعة الفارق وحسم النتيجة في أي لحظة.
يبقى الآن انتظار قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن طلب نادي النصر وتحديد هوية الطاقم التحكيمي الأجنبي الذي سيتم تكليفه بإدارة هذه القمة الكروية المنتظرة. المؤكد أن هذه المباراة ستحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، وستكون محط أنظار عشاق كرة القدم في المملكة والوطن العربي.